فصل: قال الأخفش:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



جعلت {هم} هاهنا عمادا، فنصب الظالمين، ومن جعلها اسما رفع، وهى في قراءة عبدالله: {ولكن كانُوا هُم الظَّالمون}.
{أَمْ أَبْرَمُواْ أَمْرًا فَإِنَّا مُبْرِمُونَ}.
وقوله: {أَمْ أَبْرَمُواْ أَمْرًا}.
يريد: أبرموا أمرا ينجيهم من عذابنا عند أنفسهم، فإنا مبرمون معذبوهم.
{وَقِيلِهِ يارَبِّ إِنَّ هؤلاء قَوْمٌ لاَّ يُؤْمِنُونَ}.
وقوله: {وَقِيلِهِ يارَبِّ}.
خفضها عاصم والسلمى وحمزة وبعض أصحاب عبدالله، ونصبها أهل المدينة والحسن فيما أعلم فمن خفضها قال: {عنده علم الساعة} وعلم {قيله يارب}. ومن نصبها أضمر معها قولا، كأنه قال: وقال قوله، وشكا شكواه إلى ربه وهى في إحدى القراءتين.
قال الفراء: لا أعلمها إلا في قراءة أبى، لأنى رأيتها في بعض مصاحف عبدالله على وقيله، ونصبها أيضا يجوز من قوله: {نسمع سرهم ونجواهم}، ونسمع قيله، ولو قال قائل: وقيلُه رفعا كان جائزا، كما تقول: ونداؤه هذه الكلمة: يا رب، ثم قال: {فاصفَحْ عَنْهُمْ}، فوصله بدعائة كأنه من قوله وهو من أمر الله أمره أن يصفح، أمره بهذا قبل أن يؤمر بقتالهم.
{فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلاَمٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ}.
{وَقُلْ سَلاَمٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ}.
رفع سلام بضمير عليكم وما أشبهه، ولو كان: وقل سلامًا كان صوبا، كما قال: {قالوا سَلاَمًا قال سَلاَمٌ}. اهـ.

.قال بيان الحق الغزنوي:

سورة الزخرف:
{أم الكتاب} [4] اللوح المحفوظ.
{لعلي} في أعلى طبقات البلاغة.
{حكيم} ناطق بالحكمة.
{أفنضرب عنكم الذكر صفحًا} [5] أي: أفنعرض عنكم، ولا نوجب الحجة عليكم.
{أن كنتم قومًا مسرفين} وأن نصب إن كان التقدير: بأن كنتم، أو لأن كنتم.
{لتستووا على ظهوره} [13] على التذكير، لأن الأنعام كالنعم، اسم جنس.
{مقرنين} مطيقين.
{من عباده جزءًا} [15] نصيبًا. وقيل: الجزء: البنات، وهو قولهم: إن الملائكة بنات الله، قال الشاعر:
إن أجزأت وهي مذكار فلا عجب ** قد تجزئ الحرة المذكار أحيانا

{براء} [26] مصدر، لا يثنى ولا يجمع. وبراء: على وزن فعلاء، جمع بريء.
{كلمة باقية في عقبه} [28] أي: التوحيد، والبراءة من الشرك.
{بل متعت} [29] أي: بلغ الإمتاع والإهمال مدته، فلم يبق إلا الإيمان أو العذاب.
{نحن قسمنا بينهم معيشتهم} [32] أي: فرحمة ربك وهي النبوة أولى باختيار موضعها.
{من القريتين} [31] مكة والطائف. والسقف: إما جمع سقيفة وهي كل خشب عريض، مثل لوح السفينة، وإما جمع السقف، مثل: رهن ورهن على قلته، وإما جمع الجمع، فجمع السقف على السقوف، والسقوف على السقف، مثل نجم ونجوم ونجم. والمعارج: جمع المعراج. والآية تضمنت أن في إغناء البعض وإحواج البعض، مصلحة العالم، وإلا لبسط على الكافر الرزق. وتضمنت أيضًا تهوين أمر الدنيا حين يبذله الله لمن كفر به وعصاه.
{ومن يعش} [36] أصل العشو: السير في الظلمة، والأعشى: ضعيف البصر منه.
{نقيض له} نعوضه عن إغفاله الذكر بتمكين الشيطان منه خذلانًا له.
{المشرقين} [38] المشرق والمغرب، كما قيل: القمران.
{ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون} [39] قال ابن جني: سألت أبا علي عنه؟ فقال: لما كانت الدار الآخرة تلي الدار الدنيا ولا فاصل بينهما، إنما هي هذه فهذه، فصار ما يقع في الآخرة كأنه واقع في الدنيا، فلذلك أجرى اليوم وهو للآخرة مجرى وقت الظلم، وهو قوله: {إذ ظلمتم}، ووقت الظلم كان في الدنيا، ولو لم نفعل هكذا بقي {إذ ظلمتم} غير متعلق بشيء. ومعنى الآية: أنهم لا ينتفعون بسلوة التأسي بمن شاركهم في العذاب، لأجل ظلمهم فيما مضى، وإن كان التأسي مما يخف من الشدائد، ويقل من عناء المصائب، كما قالت الأخيلية:
ولولا كثرة الباكين حولي ** على إخوانهم لقتلت نفسي

وما يبكون مثل أخي ولكن ** أسلي النفس عنهم بالتأسي

{أفلا تبصرون} [51] {أم أنا خير} [52] كأنه قال: أفلا تبصرون، أم أنتم بصراء، فقوله: {أنا خير}، بمنزلة قوله: أم أنتم بصراء، لأنهم لو قالوا: أنت خير، كان كقولهم: نحن بصراء، ليصح معنى المعادلة في أم، والتقدير في المعادلة: على أي الحالين أنتم، على حال البصر أم على خلافه. وعلى هذه القاعدة يجري باب الخطاب النحوي، يعني بناء السؤال والجواب أحدهما على صاحبه.
{أسورة} [53] جمع سوار مثل عماد وأعمدة، وغراب وأغربة. وأساورة جمع أسوار، وكانت أساوير فحذفت الياء كقولهم: في إستار، وإسكاف: أساترة وأساكفة. وصرف الأساورة والملائكة، لأن لهما مثالًا في الواحد، مثل: العلانية والطواعية والكراهية.
{أو جاء معه الملائكة} قاله على قول موسى بملائكة الله، لأن من لا يعرف الله لا يعرف ملائكته.
{ءاسفونا} [55] أغضبونا.
{ولما ضرب ابن مريم مثلًا} [57] أي: لبني إسرائيل آية في القدرة على كل شيء بخلق إنسان من غير أب.
{يصدون} يضجون، ومنه التصدية.
وقيل: إن يصدون ويصدون، واحد، من باب يعكفون ويعكفون ويعرشون ويعرشون. ولما قال هذا في عيسى، قال المشركون: آلهتنا خير منه. وأرادوا بذلك الجدل والخصومة. وأصل الجدل: الجدل وهو الفتل، فكل مجادل يفتل خصمه بالحق أو بالباطل.
{لجعلنا منكم ملائكة} [60] أي: خلقناهم على صوركم.
{وإنه لعلم للساعة} [61] أي: نزول عيسى، فإن نزوله من أشراطها.
وقال ابن بحر: هو القرآن، فإن فيه أن الساعة كائنة وقريبة.
{فاختلف الأحزاب} [65] اليهود والنصارى.
{من بينهم} من تلقاء أنفسهم.
{بعضهم لبعض عدو} [67] أي: المتحابون في الدنيا على معصية الله.
{أم أبرموا أمرًا} [79] في المعصية.
{فإنا مبرمون} في الجزاء.
{أول العابدين} [81] من عبد إذ أنف، فسره بعض علماء البصرة، فقال له ملحد: وما يشبه الآنف من العابد؟! فقال: إنما أنزل القرآن على العرب وهذا كلامها. قال خفاف بن ندبة:
وأعبد أن أسبهم بقومي ** وأترك دارمًا وبني رياح

أولئك إن سببت كفاء قومي ** وأجدر أن أعاقب بالنجاح

وقال ابن عرفة: إنما يقال: عبد يعبد فهو عبد، قلما يقال: عابد، والقرآن لا يأتي بالقليل الشاذ من اللغة، ولا سيما في موضع الاشتباه. ولكن المعنى: فأنا أول العابدين على أنه واحد ليس له ولد.
ويجوز أن يكون معنى العابدين: الموحدين، لأن كل من يعبده يوحده، وكل من يوحده يعبده.
{وقيله يا رب} [88] من فتح قيله: عطفه على قوله: {أنا لا نسمع سرهم ونجواهم}، أي: ولا نسمع قيله. وقيل: معناه: لا يملكون الشفاعة ولا يملكون قيله. وقيل: نصب على المصدر: إلا من شهد بالحق وقال قيله.
ومن جر {قيله} كان المعنى: عنده علم الساعة وعلم قيله، أي: شهد بالحق وبقيله.
تمت سورة الزخرف. اهـ.

.قال الأخفش:

سورة الزخرف:
{أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَن كُنتُمْ قَوْمًا مُّسْرِفِينَ}.
قال: {أَن كُنتُمْ قَوْمًا مُّسْرِفِينَ} يقول: {لأَِنْ كُنْتُمْ}.
{لِتَسْتَوُواْ عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُواْ نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقولواْ سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هذاوَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ}.
وقال: {لِتَسْتَوُواْ عَلَى ظُهُورِهِ} فتذكيره يجوز على {مَا تَرْكَبُونَ} [12] و{ما} هو مذكر كما تقول: (عندي من النساء ما يوافقك ويسرك) وقد تذكْر (الأنعام) وتؤنّث وقد قال في موضع {مِّمَّا فِي بُطُونِهِ} وقال في موضع آخر {بُطُونِها}.
{وَإِذْ قال إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِّمَّا تَعْبُدُونَ}.
وقال: {إِنَّنِي بَرَاءٌ مِّمَّا تَعْبُدُونَ} تقول العرب (أَنَا بَراءٌ منك).
{وَلَوْلاَ أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَانِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِّن فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ}.
وقال: {وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ} ومثله قول العرب (مَفاتِح) و(مَفَاتِيح) و(مَعَاطٍ) في (المِعطاءِ) و(أَثَافٍ) من (الأُثِفِيَّةِ) وواحد (المعَارِج) (المِعْراج) ولو شئت قلت في جمعه (المعارِيج).
{وَزُخْرُفًا وَإِن كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ}.
وقال: {وَإِن كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} خفيفة منصوبة اللام وقال بعضهم {لمّا} فثقّل ونصب اللام وضعف الميم وزعم انها في التفسير الأول (إلاّ) وانها من كلام العرب.
{وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَانِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ}.
وقال: {وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَانِ} وهو ليس من (أَعْشى) و(عَشْو) انما هو في معنى قول الشاعر: من الطويل وهو الشاهد السابع والستون بعند المئتين:
إلَى مالِكٍ أَعْشو إلى مِثْلِ مالِكِ

كأن (أَعْشُو): أَضْعُفُ. لأنه حين قال (اعشو إلى مثل مالك) كان (العَشْوُ): الضعفَ لأَنه حين قال: (اعشو إلى مثل مالك) أخبر انه يأتيه غير بصير ولا قوي. كما قال: من الطويل وهو الشاهد الثامن والستون بعد المئتين:
مَتَى تَأْتِهِ تَعْشُو إِلَى ضَوْءِ نارِهِ ** تَجِدْ حَطَبًا جَزْلًا وَنَارًا تَأَجَّجَا

أَي: متى ما تفتقر فتقصد إلى ضوء ناره يغنك.
{فَلَوْلاَ أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِّن ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلاَئِكَةُ مُقْتَرِنِينَ}.
وقال: {فَلَوْلاَ أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِّن ذَهَبٍ} لأنه جمع (أساور) و(أسْوِرَة) وقال بعضهم {أَساورة} فجعله جمعا للاسورة فاراد: (أَسَاوِير)- والله أعلم- فجعل الهاء عوضا من الياء كما قال (زَنَادِقَة) فجعل الهاء عوضا من الياء التي في (زَنَادِيق).
{وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ}.
وقال: {يَصُدُّونَ} و{يَصِدُّون} كما قال: {يَحْشُرُ}.
و{يَحْشِرُ}. اهـ.

.قال ابن قتيبة:

سورة الزخرف مكية كلها.
4- {وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ} أي في أصل الكتب عند اللّه.
5- {أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا} أي نمسك عنكم فلا نذكركم صفحا، أي إعراضا. يقال: صفحت عن فلان، إذا أعرضت عنه.
والأصل في ذلك: انك توليه صفحة عنقك. قال كثير يصف امرأة:
صفوحا فما تلقاك إلا بحيلة ** فمن مل منها ذلك الوصل ملت

أي معرضة بوجهها.
ويقال: ضربت عن فلان كذا، أي أمسكته وأضربت عنه.
{أَنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ} أي لأن كنتم قوما مسرفين.
13- {وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ} أي مطيقين. يقال: أنا مقرن لك، أي مطيق لك.
ويقال: هو من قولهم: أنا قرن لفلان، إذا كنت مثله في الشدة.
وإن فتحت. فقلت: أنا قرن لفلان.- أردت: أنا مثله في السن.
15- {وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبادِهِ جُزْءًا} أي نصيبا.
ويقال: شبها ومثلا، إذ عبدوا الملائكة والجن.
وقال ابو إسحاق الزجاج: إن معنى (جزأ) هاهنا: بنات. يقال: له جزء من عيال، أي بنات.
قال: وانشدني بعض أهل اللغة بيتا يدل على ان معنى (جزء) معنى (إناث)- قال: ولا أدري: البيت قديم أم مصنوع؟:
إن أجزأت حرة يوما فلا عجب ** قد تجزي الحرة المذكار أحيانا

فمعنى (إن أجزأت) أي آنثت، أي أتت بأنثى.
وقال المفضل بن سلمة: (حكي لي بعض أهل اللغة: أجزأ الرجل، إذا كان يولد له بنات. وأجزأت المرأة: إذا ولدت البنات). وانشد المفضل:
زوجتها من بنات الأوس مجزئة ** للعوسج اللدن في أبياتها زجل

17- {وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِما ضَرَبَ لِلرَّحْمنِ مَثَلًا يريد}: جعلتهم البنات للّه: وأنتم إذا ولد لأحدكم بنت، {ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ} أي حزين؟!.
18- {أَوَمَنْ يُنَشَّؤُا فِي الْحِلْيَةِ} أي ربي في الحلي، يعني: البنات.
و{الْخِصامِ}: جمع (خصيم). ويكون مصدرا لـ: (خاصمت).
{غَيْرُ مُبِينٍ} للحجة.
19- {وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمنِ إِناثًا} أي عبيده يقال: عبد وعبيد وعباد.
22 و23- {إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ} أي على دين واحد.
28- {وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ} يعني: (لا إله إلا اللّه).
33- {وَلَوْلا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً} أي كفارا كلهم.
والْمَعارِجِ: الدرج. يقال: عرج، أي صعد. ومنه (المعراج)، كأنه سبب إلى السماء أو طريق.
{عَلَيْها يَظْهَرُونَ} أي يعلون. يقال: ظهرت على البيت، إذا علوت سطحه.
35- (و الزخرف): الذهب.